رسالة حملة #أمناء _المنبر
إلى الخطباء والدعاة ورجال الشريعة في الذكرى 51 لحريق المسجد الأقصى المبارك
بمشاركة 51 مؤسسة دعوية و علمائية من 24 دولة من العالم الإسلامي
الإثنين17-08-2020 م الموافق لـ 27 ذي الحجة 1441ه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين وبعد:
أيها الخطباء والدعاة.. يا جماهير الأمّة المُوَحِدة
إنّ المسجد الأقصى اليوم يمرّ بأخطر أيامه وأحلك لياليه، وإن الحريق الذي افتعله الصهاينة يوم 21-08-1969 قبل 51 عاماً طال حرمة المسجد وأتى على رمز التحرير والنصر "منبر نور الدين زنكي" لم ينطفئ، وخرج الأقصى من دخان الحريق إلى لهيب التهويد، ويستمر هذا الحريق بمختلف صوره الإجرامية من اقتحامات وحفريات وأذية للمقدسيين الصامدين طالت كل نواحي حياتهم.
إن صوتكم - أيُّها الكرام- يا أمناء المنبر هو الصوت المسموع، وإنّكم من توجهون الرأي، وتحثّون على القيام بالواجب، وإنّ أداءكم لهذا الحق في كل منبر، وتبليغكم لهذه الرسالة بين أوساط طلبتكم وجمهوركم هو الضامن لتحرك المسلمين لنصرة مسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم، والوقوف في وجه تهويد بیت المقدس وتحقيق الغاية الصهيونية فيه.
وإنّه قد آن الأوان الذي كنتم تعدّون أنفسكم له، لتذودوا عن حمى الإسلام، وتقوموا بما أوجبه الله تعالى عليكم من دون الأنام بواجب البيان العظيم لحكم الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾ آل عمران: ۱۸۷ ويقول تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ الأنفال: 72.
وبهذه الذكرى الأليمة والجرح النازف المستمر نرفع التوصيات التالية بهذا المؤتمر لعموم خطباء الأمة ورجال منابرها بكل دنيا العالم الإسلامي:
أولا: ندعوكم لتفعيل منابركم وتخصيص خطبة الجمعة القادمة في 21-08-2020 للحديث عن ذكرى الحريق مع بيان واجبات الأمّة أفراداً وجماعات تجاه القدس والأقصى وبيان حقوق الإخوة الإسلامية وواجبات نصرة المقدسات، وعلى رأسها مسرى نبينا مع تبصيرهم بأهمية قضية بيت المقدس والمسجد الأقصى، وما يُحاك حولها من مُؤامرات.
ثانيا : الدعوة إلى التركيز على الثوابت الإسلامية المتعلقة بالمسجد الأقصى، والتنبيه على مركزية القضية المقدسية بحيث تدرج في سلك المسائل الدينية الكبرى في هذا العصر، والقيام في سبيل ذلك بعقد مختلف الفعاليات والدروس على مدار العام وليس بشكل موسمي فحسب.
ثالثا: نرفض كل محاولات تصفية القضية عبر المشاريع العقيمة بدءا من صفقة القرن إلى مشروع الضم ومشاريع الاعتراف وشرعنة الاحتلال، وندعو العلماء والخطباء إلى تصدّر الفعاليات الشعبية ولقاءات النصرة اقتداء بسلف الأمّة وعلمائها ممن كانوا في الصف الأول جهاداً ورباطاً، مع إصدار البيانات والفتاوى الصريحة والإدلاء بالتصريحات المناسبة، مع متابعة يوميات الأحداث على الأرض.
رابعا : حث المنابر للجماهير من المسلمين على الوقوف الفعلي إلى جانب إخوانهم المقدسيين وأن لا يسلموهم للعدو ولا يخذلونهم، مع توفير الدعم المستمر العملي، واعتبار ذلك جهاداً بالمال لا بدَّ منه، ودعم المشروعات المقدسية المتنوعة في مواجهة الإمداد الصهيوني لمشروعات التهويد.
خامسا : يدين مؤتمر حملة أمناء المنبر مجزرة هدم بيوت المقدسيين التي تتزايد هذه الآونة وما ينتج عنها من تشريد العائلات المرابطة، وهي حلقة من حلقات التهويد المتصاعدة المتعددة الأشكال.
سادسا: نرفع التحية لإخواننا المرابطين الصامدين في باحات الأقصى وأكناف بيت المقدس، ممن ينوبون عنا وعن كل الأمّة المسلمة في حماية المسجد الأقصى ويتحملون في سبيل ذلك أصناف العذاب والمعاناة، ونؤكد لهم -خطباءً ووعاظا ودعاةً- وقوفنا معهم كمثل الجسد الواحد، ونزف التحية والتضامن لشيخ الأقصى الأسير رائد صلاح الذي بدأ البارحة في قضاء محكوميته الظالمة فيما يعرف بملف الثوابت الإسلامية.
ختاما : نندب مشايخنا "أمناء المنابر" إلى تفعيل هذه الحملة التوعوية والتعبوية، ولتتصدر عمائمكم الطاهرة هذه المبادرة لتحقيق هذه الأهداف، والله يتولانا وإيّاكم وهو يتولى الصالحين.
هذا، ونسأل الله تعالى أن يعيننا على ما افترضه علينا
وأن يكتب على أيدينا صناعة التحرير والانتصار
الإثنين17-08-2020 م الموافق لـ 27 ذي الحجة 1441ه
المؤسسات والشريكة بحملة أمناء المنبر الدولية